عقدت (اللجنة النقدية والمالية الدولية) التابعة لصندوق النقد الدولي اجتماعها السادس والعشرين و (لجنة التنمية) التابعة للبنك الدولي اجتماعها السادس والثمانين وذلك صباح اليوم (السبت) في طوكيو، وقد ترأس وفد المملكة لهذه الإجتماعات معالي الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية - محافظ المملكة في الصندوق والبنك.
وألقى معاليه كلمة في إجتماع (اللجنة النقدية والمالية الدولية) تطرق فيها إلى الوضع الإقتصادي في المملكة والأوضاع الإقتصادية الدولية وأسواق البترول، موضحاً أن الإقتصاد السعودي حافظ على أداء قوي شمل جميع القطاعات، وأن المملكة مستمرة في تعزيز هذا الأداء من خلال العمل على تنويع القاعدة الإقتصادية وتحسين الإنتاجية للمساهمة في إيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين مع تهيئة المناخ المناسب لتحسين أداء القطاع الخاص، وأشار معاليه إلى المبادرات التي أطلقتها المملكة لرفع مستوى توظيف السعوديين في القطاع الخاص المدعومة بتدابير تستهدف تحسين المهارات والإنتاجية بواسطة التعليم والتدريب، مؤكداً أن المملكة تعمل بشكل مكثف مع القطاع الخاص لضمان نجاح هذه المبادرة وعدم تأثيرها على تنافسية الاقتصاد السعودي، أما على صعيد المالية العامة فقد أوضح معاليه أن السياسات المالية التي تبنتها المملكة لمواجهة تقلبات الدورة الاقتصادية قد مكنتها من تجاوز الانعكاسات السلبية الناتجة عن التذبذب في أسعار النفط، وإستخدام الإيرادات النفطية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية بما في ذلك برامج الإسكان ودعم الباحثين عن العمل وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك على المدى المتوسط والطويل، أما بالنسبة للقطاع المصرفي فقد نوه معاليه بمتانة هذا القطاع الذي يتمتع بمستويات عالية من الرسملة والسيولة والربحية مشيراً إلى أن السياسات الرقابية والإشرافية المتبعة عززت من قدرة البنوك على مواجهة الصدامات.
وفي معرض حديثه عن وضع الاقتصاد العالمي أشار معاليه إلى أن التعافي الاقتصادي العالي تكتنفه المخاطر نتيجة لإستمرار الأزمة الأوروبية وتباطؤ النمو في الاقتصادات المتقدمة وكبرى الاقتصادات الناشئة.
وفيما يتعلق بالمواضيع المدرجة على جدول أعمال اللجنة فقد عبر معاليه عن تطلعه أن تتوصل المناقشات الجارية حول معادلة الحصص في صندوق النقد الدولي إلى نتائج عادلة وألا تؤدي إلى المزيد من الخفض للحصص التصويتية لدول المنطقة، كما حث معاليه المسئولين في الصندوق على أن يكون التوظيف في الصندوق متوازناً تستفيد منه المملكة والدول العربية الأخرى.
كما ألقى معاليه كلمة في (لجنة التنمية) التابعة للبنك الدول أشار فيها إلى أن الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي قد ألف بظلالها على الدول النامية وأثرت على مستوى المعونات المقدمة لهذه الدول وهو ما قد يشكل عائقا أما تحقيق أهداف الألفية الانمائية، كما شدد معاليه في هذا الاطار على تكاتف المجتمع الدولي لمساعدة الدول النامية وعلى الأخص الدول الهام الذي لعبته بنوك التنمية متعددة الأطراف وفي مقدمتها البنك الدولي.
وفي معرض تعليقه على المواضيع المطروحة لمناقشات لجنة التنمية، أوضح معاليه بأن موضوع التوظيف يعد من أهم الموضوعات في جدول أعمال لجنة التنمية، وتزيد أهميته في الوقت الراهن في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد العالمي وما يصاحبها من إرتفاع في معدلات البطالة.
وأختتم معاليه كلمته مشيراً إلى موضوع إدارة مخاطر الكوارث وإلى الدور الاستباقي الهام الذي يمكن أن يلعبه البنك الدولي وشركاء التنمية الآخرون لمنع وقوع الكوارث والتعامل معها حال وقوعها، وتعزيز قدرات الدول النامية للتعامل مع هذه المخاطر، كما قدم معاليه شكره لحكومة اليابان لمبادرتها في إستضافة حوار "سنداي" الذي تناول طرق التعامل مع إدارة الأزمات والكوارث.