SubSite Banner

الأخبار

 الجدعان: نتائج ميزانية 2018م تؤكد فاعلية الإصلاحات الاقتصادية

10/06/1439
أكد معالي الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية، أن ميزانية العام الحالي التي اتسمت بالتوسعية في الاستثمارات برهنت على سياسة الحكومة للموازنة بين الأهداف الاستراتيجية، فمن جانب تقوية الوضع المالي، ومن جانب آخر العمل على حفز النمو الاقتصادي، كما أظهرت الميزانية لهذا العام نتائج إيجابية مشجعة لمسار الإصلاح الاقتصادي، حيث انخفض العجز بشكل كبير في العام الماضي 2017م مقارنة بعام 2016م نتيجة لتطبيق المبادرات. جاء ذلك خلال كلمة معاليه في اللقاء الذي أقيم مساء يوم الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1439هـ، الموافق 21 فبراير 2018م، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتننتال، ونظمته جمعية الاقتصاد السعودية، بحضور عدد من قيادات وزارة المالية، ومنسوبي جمعية الاقتصاد، وكتاب اقتصاديين ومسؤولين حكوميين وأكاديميين ومنسوبي القطاع الخاص.
استهل معالي وزير المالية كلمته بالحديث عن رؤية المملكة 2030، التي جاءت للعمل على تصحيح المسار الاقتصادي بشكل جذري، ووضعه على مسار التنويع بالاستفادة من مكامن القوة الاقتصادية بتطويرها والاستفادة منها، وتطوير مزايا جديدة تتسق وتطورات الاقتصاد العالمي وتوجهاته المستقبلية، حيث صُممت برامجها الاثني عشر ومبادراتها المتعددة بما يكفل بحول الله تحقيق الأهداف المنشودة. مضيفاً أن الرؤية تستهدف تطوير عدد من القطاعات مثل قطاع الخدمات اللوجستية والإسكان والتعدين والسياحة والترفيه والصناعات الثقيلة وغيرها من القطاعات الواعدة لتنمية الاقتصاد غير النفطي وبناء اقتصاد الغد، كما تم تحديد 10 قطاعات للخصخصة.

وفي إطار الرؤية؛ تحدث معاليه عن قيام الوزارة بتطوير أدائها، بمن خلال إطلاق استراتيجيتها القائمة على التمكين، والتعاون مع الأجهزة الحكومية في مبادراتها وخططها التطويرية. حيث تشهد الوزارة تنفيذ إصلاحات هيكلية ومؤسسية مهمة لتدعيم صنع القرار، وتحسين أساليب تنفيذ الميزانية، والإفصاح المالي، والمتابعة والرقابة. فمن ضمن الحوكمة الجديدة، تعمل الوحدات التي تم إنشائها مؤخراً ومنها  مكتب ترشيد الإنفاق التشغيلي والرأسمالي، ووحدة السياسات المالية والكلية، ومكتب إدارة الدين العام، ووحدة تنمية الإيرادات غير النفطية، ومكتب تحقيق التوازن المالي، ووحدة الشراء الاستراتيجي. حيث تعمل هذه الجهات معاً مع الوكالات التنفيذية الرئيسة الأخرى داخل الوزارة لتحسين الأداء المالي، ورفع كفاءة الإنفاق وفاعليته، وتطوير السياسات المالية والاقتصادية. 
وأبان معاليه أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، تسعى من خلال الإصلاحات الاقتصادية إلى رفع مستوى معيشة المواطنين من خلال توفير فرص عمل حقيقية وتحسين مستوى الخدمات العامة، ومساندة المواطنين في مرحلة التحول الاقتصادي، حيث تم تطبيق حزمة تحفيز للمواطنين على هيئة بدل تكلفة غلاء المعيشة لـموظفي الدولة، والمتقاعدين من القطاعين الخاص والعام، والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى حساب المواطن الذى خصص له مبلغ 32 مليار ريال في ميزانية 2018م. وإعادة البدلات، وكذلك زيادة الإنفاق الاستثماري للحكومة الذى يبلغ نحو 205 مليار ريال في الميزانية الحالية، فضلاً عن دور مساهمات صناديق التنمية الأخرى في دعم الاقتصاد. وأيضاً تنمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتنمية المحتوى المحلي، فمن المبادرات في هذا الشأن زيادة  التمويل البنكي لقطاع  المنشآت الصغيرة والمتوسطة من (2 %) اليوم إلى (5 %) بحلول العام 2020م.
وأعتبر الأستاذ الجدعان أن القطاع الخاص من دعائم الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن خطة حزم تحفيز القطاع الخاص تهدف إلى التخفيف من الآثار السلبية لبعض الإصلاحات الاقتصادية على الأنشطة الاقتصادية في المدى القصير، وبالتالي فهو إجراء سيتم تطبيقه على المدى القصير لدعم المنشآت في بعض القطاعات الاستراتيجية المحددة بما يساعد على تحول اقتصاد المملكة وفق أهداف رؤية 2030. مشيراً إلى أن حزم تحفيز القطاع الخاص تتم على مرحلتين بقيمة 40 مليار ريال وقيمة 72 مليار ريال سعودي، حيث تم تصميم 17 مبادرة في إطار هذه الحزم التحفيزية. 
وحول تطوير القطاع المالي الذي يعد ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي؛ قال الأستاذ الجدعان:" نعمل على تطوير القطاع المالي، فأحد برامج الرؤية "برنامج تطوير القطاع المالي" لبناء قطاع مالي متنوع وشامل يحفز الابتكار ويوفر الاحتياجات التمويلية لمجموعة واسعة من الجهات الاقتصادية الفاعلة، والعمل على تنويع مصادر تمويل للقطاعين العام والخاص، من خلال زيادة وتعميق السيولة في سوق الأسهم، وسوق أدوات الدين لتوفير تمويل بديل للتمويل المصرفي". مضيفاً: " ما يدعم هذا التطوير استمرار  القطاع المصرفي في المملكة بتحقيق معدلات أداء جيدة ومؤشرات قوة تمكنه من دعم جهود التنويع . وقد ساعد استمرار حكومة المملكة باعتماد استراتيجية إدارة الدين العام عبر إصدار السندات والصكوك الدولية في تخفيف الضغط على سيولة البنوك المحلية، ما أدى إلى تعزيز أداء القطاع بشكل عام".
وقبل إنهاء حديثه أكد الجدعان أن اقتصاد المملكة - ولله الحمد - متين ويتوفر لديه المقومات الضخمة التي تمكنه من المضي قدماً في النمو والتنمية، مشيراً إلى إشادات المؤسسات والمنظمات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في العام الماضي بالإصلاحات التي يتم تنفيذها ومنها عدد قياسي من الإصلاحات لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم. 
وفي ختام كلمته قدم معالي وزير المالية شكره وتقديره للحضور، كما قدم شكره لجمعية الاقتصاد السعودية على هذه الدعوة للحديث عن الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية على المدى المتوسط في ظل رؤية المملكة2030 والتي ينوي معاليه ان يلتقي بالاقتصاديين أعضاء الجمعية بشكل مستمر. 
الجدير بالذكر أن اللقاء افُتتح بكلمة لسعادة الدكتورة نورة اليوسف رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، وأدار اللقاء سعادة الدكتور إحسان بوحليقة الكاتب والخبير الاقتصادي والعضو السابق لمجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية. وشارك في النقاش المفتوح عقب كلمة معالي الوزير؛ سعادة الدكتور سعد الشهراني مدير عام  السياسات المالية والكلية بوزارة المالية، وسعادة الأستاذ عبد العزيز الرشيد وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط، حيث قاموا بالإجابة على استفسارات الحضور التي تخص السياسات المالية والاقتصادية واتساقها ضمن خطط واصلاحات رؤية المملكة 2030.

2018-02-26-PHOTO-00001146.jpg


آخر تعديل : 10/06/1439 12:01 م