SubSite Banner

الأخبار

 معالي وزير المالية يفتتح المنتدى الإقليمي الذي ينظمه البنك الإسلامي للتنمية في جدة.

12/04/1435
أفتتح معالي الدكتور/ إبراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير المالية صباح يوم الأربعاء الموافق 12/4/1435هـ المنتدى الإقليمى الذي ينظمه البنك الإسلامي للتنمية في جدة    بكلمة قال فيها : يسرني المشاركة والترحيب بكم في هذا اليوم بمناسبة انعقاد هذه الحلقة من حلقات المنتديات رفيعة المستوى لتقييم أنشطة مجموعة البنك للسنوات الأربعين الأخيرة ، ولبلورة مسيرة البنك خلال العشر سنوات القادمة . 
ولعلي في البداية ، أتقدم بالشكر لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية إدارة ومنسوبين على جهودهم الكبيرة على مدى السنوات الماضية والتي ساهمت في تبوء هذه المؤسسة مكانة متميزة على خريطة التنمية الدولية ، وعلى العمل الفاعل والمساهمة الحقيقية في مساعدة الدول الإسلامية لتحقيق التنمية الشاملة. مقدراً هذه المبادرة بإجراء تقييم مستقل لنشاط مجموعة البنك وما حققته من نتائج وإعداد استراتيجية مرنة تستجيب لتطلعات دوله الأعضاء ، ولصياغة غدٍ مشرق بإذن الله لهذه المجموعة من خلال مزيد من التطوير في تنظيم المجموعة     وأنشطتها و أساليب عملها .
 إن الأسس التي قام عليها البنك أسس راسخة ونبيلة ، وأن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها أهداف استراتيجية وحيوية في مسيرة دوله الأعضاء ، وإن من دواعي الفخر والاعتزاز للمملكة العربية السعودية ولسائر الدول الأعضاء ما نلمسه من تطور كبير وتنوع في نشاطات البنك ومرونة آلياته ، حيث تحول إلى كوكبة من المؤسسات التي تعمل بشكل متكامل في مختلف أوجه النشاط التنموي. فلقد بدأ البنك عام 1975م باثنتين وعشرين دوله من الأعضاء المؤسسين ليصل هذا العدد حالياً إلى (56) ست وخمسين دولة من دول منظمة التعاون الإسلامي ، وبلغ إجمالي التمويل الذي قدمته مجموعة البنك منذ إنشائه ما يقارب 100 مليار دولار أمريكي شملت مختلف أوجه النشاط التنموي . فمن بناء البنى الأساسية كالطرق ووسائل المواصلات والسدود والطاقة وغيرها ، إلى المشروعات ذات العائد الاجتماعي كالمدارس والمستشفيات ، إلى المساهمة في رؤوس أموال المشروعات الصناعية والزراعية إلى تمويل التجارة بين الدول الأعضاء ، وإلى تأمين الصادرات والاستثمار، وتجسيد التمويل الإسلامي على أرض الواقع وتطويره ، وتقديم الخدمات الاستشارية والدعم الفني والإغاثة والمنح الدراسية ، وتقديم المعونة الخاصة للمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء.فهو بحق منظومه متكاملة من الجهد التنموي ، إن الإنجاز الأهم في مسيرة البنك على مدى الأربعة عقود الماضية ، يتمثل في التغييرات الإيجابية التي أحدثها البنك في حياة ملايين البشر بالدول الأعضاء وفي المجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء . وهذا الانجاز يُعمِّق الشعور بالمسؤولية بضرورة العمل المستمر لتطوير أعمال البنك وضمان نجاعة تدخلاته ، وذلك نظراً للتغيرات المتسارعة التي شهدها ويشهدها العالم في كافة المجالات ، والتطورات الاقتصادية المهمة التي شهدتها الدول الأعضاء خلال السنوات القليلة الماضية.
تأتي صياغة استراتيجية جديدة للبنك للسنوات العشر القادمة في الوقت المناسب حيث أن هناك خمس سنوات تفصلنا عن الأفق الزمني لرؤية مجموعة البنك 1440هـ ،  كما أن هذا العام 1435هـ (2014م) يصادف العام الأخير للأهداف التنموية للألفية وكذلك العام الأخير للخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي . وفي سياق إعداد استراتيجية مجموعة البنك للسنوات العشر القادمة لابد من الأخذ بعين الاعتبار أهم المتغيرات والتوقعات على صعيد الساحة الدولية عامة والعالم الإسلامي خاصةً ومنها: ما أحدثته الأزمة المالية العالمية من آثار سلبية وتغيرات في الاقتصاد العالمي ، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية في الدول الأعضاء. ومن المهم كذلك رفع مستوى فاعلية أنشطة المجموعة وكفاءتها بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة ، وتبنِّي معايير موضوعية لضمان تحقيق ذلك ومتابعته. وهنا ينبغي التركيز على جوانب أساسية كالموارد البشرية وإنتاجيتها وحجمها الأمثل ، وترشيد النفقات الإدارية ، واستدامة النموذج المالي ، وتحاشي التمدد البيروقراطي وتضخم الهياكل التنظيمية ، والاستفادة القصوى من التقنية في أداء الأعمال ومتابعتها ، بالإضافة إلى تحقيق التفاعل المتكامل بين مؤسسات المجموعة، إذ أن الكفاءة من الداخل هي مفتاح وأساس الكفاءة والفاعلية الخارجية .
لقد اضطلعت بلادي- المملكة العربية السعودية - دولة المقر بدور أساسي ورائد في تأسيس البنك وتمويل جميع مؤسساته ورعايتها. وقدمت له الدعم والمساندة عبر السنوات الماضية ، ومن ذلك موافقة مجلس الوزراء الموقر مؤخراً على قرار مجلس محافظي البنك في العاصمة الطاجيكية (دوشنبيه) في مايو 2013م بزيادة موارد البنك . وأود التأكيد على استمرار الدعم والمساندة لهذه المجموعة الرائدة . وأنوه بما تلقاه مجموعة البنك من دعم ومساندة من كافة دولنا الأعضاء متطلعا إلى استمرار هذا الدعم لتمكين المجموعة من مواصلة القيام بدورها على أكمل وجه .
لعلي ـ وقبل أن أختم كلمتي - أشيد بما سنَّه البنك من سُنة حسنة بالوفاء للنساء وللرجال المخلصين الذي أسهموا في مسيرته بالتواصل المستمر معهم وإشراكهم في أنشطته بين حين وآخر، وكذلك الاستفادة من العقول والأفكار النيرة من خلال المجالس والاجتماعات الاستشارية ، وما أراه منهم في هذا المنتدى دليل على هذه السُنة الحسنة ، فالشكر لله ثم لمعالي أخي الدكتور/ أحمد وزملائه على هذا الوفاء واللفتات الجميلة.
كما لا يفوتني بهذه المناسبة التنويه بشكل خاص بجهود الرجل الذي عاصر البنك منذ إنشائه وساهم في تطوره ونموه خلال السنوات الماضية ليصبح مجموعة تمويل تنموي مرموقة فرضت نفسها على خريطة التنمية الدولية ، فنشكره على إدارته لهذه المؤسسة بحكمة وفعالية وكفاءة وأمانة ، ممتزجة بالإخلاص ودماثة الخلق والدبلوماسية الواعية ، فلقد كان لشخصية معالي الأخ أحمد الأثر الكبير في حضور مجموعة البنك الفاعلة على خريطة التنمية الدولية. فنسأل الله ألا يحرمه أجر ما قدم ويقدم من خدمات جليلة لأمته .
ختاماً ، أتطلع إلى أن تسفر مناقشات المشاركين في هذا المنتدى عن آراء قيّمة تستكمل الآراء التي جرى التعرف عليها في المنتديات الثلاثة السابقة لتتمكن مجموعة البنك من اعتماد الحلول المناسبة لتحسين الأداء وزيادة الفعالية وبلورة الاستراتيجية المناسبة .
مرة أخرى نهنئ مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وكل العاملين فيها على هذه الإنجازات ، سائلين الله لهم المزيد من التوفيق والنجاح ، ونهنئ أنفسنا بوجود مثل هذا الصرح ، وعلى الجميع مسؤولية المحافظة عليه وتطويره ​

آخر تعديل : 23/12/1436 01:20 م