نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إفتتح معالي الدكتور/ إبراهيم العساف وزير المالية مساء يوم السبت الموافق 22/1/1433هـ في مقر قاعة الملك فيصل للمؤتمرات أعمال ( الدورة الخامسة للمنتدى الإقتصادي ) ، وقال معاليه في كلمته الإفتتاحية :
يسرني أن أخاطبكم في هذه المناسبة التي شرفني فيها راعي هذا المنتدى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بافتتاحه نيابة عن مقامه الكريم، وهو الذي شمل المنتدى برعايته الكريمة منذ انطلاقته في دورته الأولى ، في تجسيد لدعم الدولة لمؤسسات القطاع الخاص وتفعيل دورها في المجتمع وفي التنمية المستدامة . كما أُنوه كذلك بالدعم السخي الذي يلقاه المنتدى من صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع ، وانقل لكم تحياتهم وتقديرهم وتمنياتهم لكم وللمنتدى بالنجاح والتوفيق . وأشكر القائمين على المنتدى على جهودهم في الإعداد والتنظيم ليؤسس المنتدى لنفسه موقعا بين المنتديات الاقتصادية المهمة التي تقام في بلادنا الغالية ، يدعم ذلك المشاركة الكبيرة والمتزايدة من المسؤولين في القطاعين العام والخاص .
إن رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لهذا المنتدى دليل ساطع على اهتمامه ورعايته المستمرة للقطاع الخاص باعتباره شريكا مهما للقطاع العام في مسيرة التنمية الشاملة في بلادنا الغالية ، وهو ما أكدته خطط التنمية المتعاقبة في المملكة ، ومثل احد أهم الأهداف الإستراتيجية لهذه الخطط . كما يجسد اهتمامه بالمنتدى باعتباره محفلا مهما يتدارس ما يهم اقتصادنا الوطني من قضايا، وليس أدل على ذلك من إحالته حفظه الله لما يصدر عن المنتدى من توصيات للمجلس الاقتصادي الأعلى لتأخذ طريقها بعد ذلك إلى الجهات الحكومية ذات العلاقة .
وأنوه - بهذه المناسبة – بسعي القائمين على المنتدى ليكون مركزاً فكرياً استراتيجياً لمناقشة القضايا الاقتصادية الوطنية من خلال أسلوب علمي عملي وبمنهجية متميزة سواء في اختيار القضايا التي يطرحها أو في دراسة هذه القضايا من خلال ورش العمل وحلقات النقاش وإسنادها إلى الجهات المؤهلة للقيام ببلورتها وصياغتها وتقديمها . ومن هذا المنطلق فإن الجهات الحكومية تعول على ما يقدم من دراسات في المنتدى للإسهام في بلورة نظرة موضوعية شاملة للتطوير، ولتكون عونا لمتخذي القرار خدمة لاقتصادنا الوطني. فكما يعلم الجميع، فإن أي مسيرة تطوير وتحديث تواجه تحديات وعوائق، ولن يكون بالإمكان التغلب عليها دون إخضاعها للبحث والدراسة لبيان السبل المناسبة للحد من آثارها السلبية على التطوير والتحديث.
باستعراض القضايا التي اختارها القائمون على المنتدى لتكون مدار البحث في هذه الدورة، يلاحظ استمرار المنهج الموضوعي للمنتدى في اختيار القضايا التي يطرحها، وتفرد أسلوبه في التحضير والإعداد لها، واشتراكها في الأهمية البالغة، وبأبعادها الوطنية والإستراتيجية المهمة . كما أنها قضايا حظيت باهتمام خطط التنمية، وبنصيب وافر من الإنفاق الحكومي. ولست بحاجة لاستعراض ما قدمته الدولة في كل من هذه المجالات . حيث يتوقع أن تتناول ذلك بالتفصيل الدراسات المقدمة بشأنها . ومما قد يتفق عليه هو أن هناك تفاوتا فيما حقق من أهداف في كل مجال من هذه المجالات.
ولعلي أشير هنا بشكل خاص إلى موضوع التنمية المتوازنة والتي هي من القضايا التي يبحثها المنتدى في دورته الحالية ، وهي من القضايا المهمة، وتحظى بعناية خاصة ومتابعة مستمرة من قبل خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - من أجل تضييق الفجوة التنموية بين مناطق المملكة المختلفة ، والحد من التركز السكاني في مدن بعض المناطق ، وذلك من خلال تعزيز دور كافة مناطق المملكة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
إننا نتطلع جميعا أن يسهم المنتدى في الخروج بتوصيات ومقترحات عملية تسهم في دعم جهود الارتقاء باقتصادنا، وتعزيز مساهمة القطاع الخاص كشريك في مسيرة التنمية الشاملة ببلادنا الغالية وبما ينعكس إيجاباً على بلادنا الغالية ومواطنيها الكرام . واختم بما خاطب به خادم الحرمين الشريفين منظمي المنتدى بقوله (نتطلع إلى مداولات اجتماعاكم وآرائكم وتوصياتكم .. والتي ستحظى منا – بمشيئة الله -
بما تستحقه من إهتمام وتقدير ومتابعة) .