تحل اليوم – الاثنين 3 ربيع الآخر 1440ه الموافق 10 ديسمبر 2018م - الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وهي في معناها العميق مناسبة غالية وفي أثرها الزمني حدث مجيد يحمل بين طياته مسيرة وطن عظيم، عنوانه المجد، ورايته التوحيد، وطموحه يتجاوز عنان السماء.
وبهذه المناسبة التي يعتز بها كل مواطن سعودي؛ يشرفني أن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله - وإلى الشعب السعودي الأصيل صادق التهاني وخالص التبريكات، وأن يحفظ قائد مسيرتنا لمواصلة رسالتنا الحضارية النبيلة وتعزيز مكانتنا العالمية.
إن هذه الذكرى المجيدة لا تعبّر عن رسوخ واستقرار نظامنا السياسي، ومتانة لحمتنا الوطنية، وقوة العلاقة المتجذرة بين قيادتنا الحكيمة وشعبها الوفي فحسب، إنما هي علامة فارقة في المسيرة السعودية الشاملة تحمل في مراميها أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية، هذه الأبعاد تترجمها مواقف سياسية ثابتة، وإنجازات اقتصادية عديدة وبارزة في شتى المجالات التنموية، وتحولات اجتماعية تحديثية تعبّر عن الهوية الحقيقية للشعب السعودي العربي المسلم، حيث موقف المملكة الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، انطلاقاً من دورها الريادي والقيادي في المنطقة، وكذلك سعي المملكة إلى عودة الشرعية في اليمن، ودعم الحل السياسي في سوريا، والوقوف في وجه المطامع الإيرانية بالمنطقة العربية، والمحافظة على المكتسبات الخليجية بالتأكيد على وحدة مجلس التعاون الخليجي.
أما على الصعيد الاقتصادي؛ فإن هذه الذكرى تأتي والمملكة تمضي قدماً نحو تحقيق رؤيتها الطموحة رؤية المملكة 2030، من واقع المؤشرات الإيجابية للميزانية العامة للدولة التي كشفها البيان التمهيدي، واتفقت معها التوقعات الإيجابية لصندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف الائتماني العالمية عن اقتصاد المملكة، فضلاً عن الحضور الدولي المميز في مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض، والحضور السعودي المتميز في قمة العشرين التي عقدت بالأرجنتين، كل ذلك يتزامن مع تحولات اجتماعية نحو تحسين جودة الحياة للمجتمع السعودي، ورفع أنماط معيشته كمجتمع مدني يجمع بين أصالة القيم الإسلامية، وعراقة مسؤولياته التاريخية في رعاية الحرمين الشريفين، وبين مفاهيمه العصرية، ومواكبة أحدث ما تنتجه الحضارة العالمية، والاستفادة من التجارب والثقافات الدولية.
يبقى أن أشير إلى أن هذه المناسبة تحمل للعالم رسالة السعوديين التي يشدون بها بصوتٍ واحد، ولغة واحدة، وموقف واحد، وهي أن المملكة راسخة الكيان، شامخة البنيان، متماسكة بين قاعدتها الشعبية الوفية، وحكومتها القوية، وقيادتها الرشيدة. وهي بذلك تنسجم مع موروثها السياسي العريق، وتؤكد شرعيتها التاريخية المتأصلة في نفوس أبناء بلاد الحرمين، فهي نموذج مشرق للتلاحم الوطني، وعنوان بارز للكيان الراسخ في مؤسسة الحكم، وسلامة نهجها السياسي القويم. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسدد على الخير خطاهما، وأدام فضله وأمنه على هذا الوطن، الذي يشكل المركز الحضاري للإسلام، ووحدة القرار العربي، والعمق الاستراتيجي للخليج.